لم تكن “سوزي الأردنية” تتوقع يومًا أن تسير حياتها نحو هذا المنحدر، فعلى الرغم من الشهرة التي حققتها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الأحداث تغيرت بسرعة مذهلة، فقد وجدت نفسها في عربة ترحيلات، حيث كانت تُسجل كل لحظة فيها، من عيشها على الشاشات الكبيرة إلى جلوسها في مقعد حديدي داخل سيارة، تسير نحو سجن النساء، فكان التحول صادمًا.
بجانب سوزي، جلست “ليندا” الراقصة التي اعتادت على الظهور في الفيديوهات الراقصة، جمعتهما صدفة غريبة في رحلة محاكمتهما، إذ كانتا على درب واحد، تخفيان مشاعر متضاربة، وبينما كانت إحداهما تستند برأسها إلى الزجاج، كانت الأخرى تشد على ملامحها في محاولة يائسة لإخفاء الخوف والقلق، فنظراتهما كانت كفيلة للتعبير عن حيرة لا تُطاق.
عندما نزلت الفتاتان من السيارة في المحكمة، أخذت خطواتهما تدلل على ثقل الرحلة التي خاضتاها، حيث تجمعت الأنظار حولهما، وكانت الملابس البيضاء نفسها تذكر الجميع بالمصير المشترك، جلستا في قاعة واحدة، حيث كانت تأملات كل منهما تتجسد في لحظة واحدة، كيف كان لهيوب الضوء أن يتحول إلى ظلام بمثل هذه السرعة.
الحكم الذي تلقته سوزي وليندا كان صارمًا، فقد صدرت بحقهما عقوبة الحبس لمدة سنة واحدة وغرامة مالية كبيرة، إذ اتهمتا بنشر فيديوهات خادشة للحياء، ومع ذلك غادرتا المحكمة معًا، ورغم غموض المستقبل الذي ينتظرهما، كان قدر كل منها أن تواجه عواقب اختياراتها، فكيف ستقضيان العقوبة المترتبة عليهما، وما الذي سيخبئه لهما الزمن؟.