قال المحامي عبد الله وطنى، الذي يمثل أم المتهم وأشقائه الأطفال كشهود إثبات في قضية الإسماعيلية، إنه التقى بالمتهم خلال تحقيقات النيابة، وحينها اعترف بشكل صريح أن دوافعه وراء هذه الجريمة كانت السعي للشهرة وتحقيق “الترند” المعروف في وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس انعدام الإحساس بالمسؤولية والإنسانية في أفعاله.
كما أضاف وطنى أن المتهم أظهر برودًا وهدوءًا مقلقًا أثناء التحقيقات، حيث كان يغير مسار الرواية وكأنه يستمتع بتمثيل الجريمة، وهذا السلوك يكشف عن مدى تبلد مشاعر المتهم تجاه الفعل الذي ارتكبه، الأمر الذي يثير تساؤلات حول نفسية الجاني وأثر البيئة المحيطة به.
أثناء تمثيل الجريمة أمام وكيل النيابة، قدم المتهم آلة حاسبة كانت في موقع الحادث كهدية، لكن اتضح لاحقًا أنها تعود للمجني عليه، ما زاد من صدمة الحاضرين وأعطى دلالة إضافية على قلب هذه الواقعة. يرفض المراقبون تبرير الجريمة بدوافع عابرة أو لحظية، حيث يبرز هذا الفعل تقليدًا للكثير من الأنماط السلبية التي توجد في الثقافة المعاصرة.
من جهة اخرى، فقد خطط المتهم لجريمته بدقة، حيث استدرج المجني عليه بحجة إعادة هاتفه المسروق، وأثناء ذلك قام بشراء الأدوات اللازمة لإخفاء الجثة، وتضمن ذلك قفازات وأكياس بلاستيكية وأدوات تستخدم في التقطيع، مما يدل على نية مسبقة للتخلص من الأدلة بأكثر الطرق احترافية ممكنة.
كشف المحامي وطنى أيضًا أن المتهم قطع الجثة إلى ستة أجزاء واحتفظ بأحدها في الثلاجة، بل قام بطهي جزء منها وتناوله، مما أدى إلى إصابته بنوبة قيء شديدة، في حين كان والده يسعى لإخفاء آثار الجريمة عن أعين الأطفال التسعة من خلال الاضطرار لإيداعهم في مكان آخر.
وقد شهدت القضية جوانب إنسانية مؤلمة، حيث لم تكن والدة المتهم على علم بما حدث إلا بعد مرور ثلاثة أيام من الواقعة، فلم تدرك حجم المأساة إلا بعد أن انتشرت تفاصيلها في وسائل الإعلام. ومن جانب آخر، قام الأب بإيداع الأطفال لدى أحد الأقارب محاولًا الحفاظ على الهدوء في المنزل وتقليل الصدمة.
عندما طُلبت ردة فعل الأم أمام التحقيقات، دخلت في حالة من الفزع، وقد أبدت رغبتها العميقة في تنفيذ حكم الإعدام على ابنها، مؤكدةً أن الفعل الذي ارتكبه لا يمكن غفرانه، وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها مهما كان الثمن الذي ستدفعه كأم، فهي تقدر قيمة العدالة على الرغم من الألم الذي يساورها.
كشف تقرير الطب الشرعي عن تفاصيل مروعة حول الجريمة، حيث أشار إلى كيفية استخدام المتهم لصاروخ كهربائي وسكين كبيرة لتقطيع الجثة، وقد أظهر التحقيق أنه لم يتخلص جميع أجزاء الجثة في يوم الواقعة، بل احتفظ بجزء منها للاحتياج. التفاصيل الوحشية التي أوردها التقرير حول كيفية تنفيذ الجريمة تثير الشكوك حول نفسية المتهم.
وخلال التحقيقات، تم الكشف عن أن المتهم كان قد استلهم أفكاره من مشاهد العنف في الأفلام التي كان يشاهدها، فقد انفصل عن الواقع ليعيش في عالم يحتوي على أجواء من العنف، مما يدل على تأثير الثقافة الحديثة وعالم الإلكترونيات على سلوك الشباب وضبط عقولهم. الإحساس بالخطر من هذه الظاهرة يظهر بشكل أكبر في المجتمعات حيث تتقاطع العناصر التقليدية مع الضغوط المعاصرة.
استمر التحقيق في القضية التي أثارت ضجة كبيرة في الأوساط المجتمعية، بينما تطالب العائلات والأفراد الذين تأثروا من هذه الجريمة بأساليب أكثر صرامة في مكافحة العنف وحماية الأجيال الشابة. الموضوع ليس مجرد قضية فردية، بل يمثل تحذيرًا للعديد من الأمهات والآباء حول ضرورة مراقبة سلوك أبنائهم وتأثير وسائل الإعلام.
بالنظر إلى إجراء التعديلات القانونية المطلوبة، تطالب والدة المجني عليه بتغييرات تضمن عدم إفلات الجناة من العقاب حتى لو كانوا قاصرين. تعكس قضيتها الصراع بين الحاجة للعدالة وضرورات الرعاية لمرحلة الطفولة، وهو موضوع يحمل آمالاً كبيرة ونقاشًا عميقًا في المجتمع حول كيفية إعداد القوانين المستقبلية.