في أروقة المستشفيات وفي قلب المعاناة، يقاوم الطفل ياسين، الذي لم يتجاوز السبع سنوات، تجارب قاسية من الأمراض منذ ولادته، هذه الرحلة الطويلة بدأت منذ الأيام الأولى لوجوده في هذا العالم، ورغم الألم فإنه يحلم بحياة طبيعية كغيره من الأطفال، عائلته تسعى بكل جهدها لمساعدته، ويعيشون بأمل رؤية يوم يمشي فيه ياسين ويتحدث كالأطفال في سنه.
تتحدث والدة ياسين عن بدء معاناته، حيث وُلِد مصابًا بمشاكل في الرئة أدت إلى دخوله الحضانة لمدة شهر كامل، وخضع لعملية جراحية لعلاج الصديد، وبعد فترة من الخروج، عانت الأسرة من مشكلات أخرى، حيث تم اكتشاف كيس دهني في فخذ ياسين مما استدعى إجراء عملية إضافية في مستشفى الشاطبي بالإسكندرية، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تلتها سلسلة من الاضطرابات الصحية الحادة.
يستمر والد ياسين في سرد قصة عائلتهم المؤلمة، فقد تم تشخيص ابنه لاحقًا بمياه على المخ، ما استدعى تركيب جهاز لتصريف المياه، لكن لسوء الحظ، تعطل الجهاز سريعًا ليبدأ مشوار طويل من العمليات الجراحية، فقد خضع ياسين لأكثر من 22 عملية، وتتضمن هذه العمليات استبدال الأجهزة المتضررة، الأمر الذي يسبب له مضاعفات مؤلمة في معظم الأوقات ومع ذلك، استمر الأمل حاضرا في قلوب عائلته.
تتوالى الأزمات الطبية على حياة ياسين حيث تم اكتشاف مشاكل في الكبد والطحال، بالإضافة إلى جلطات في الأوردة، مما جعل مستوى الهيموجلوبين في دم ياسين منخفضًا مما يضطره إلى عملية نقل دم دورية، كما يعاني من نزيف متكرر وفي مرحلة أخرى تم اكتشاف دوالي في المعدة، ما تطلب خضوعه لعدة عمليات لربط هذه الدوالي.
مؤخرا، لاحظت أسرة ياسين تدهور حالته بشكل مفاجئ، جسمه بدأ يتقلص وقدميه أصبحتا أضعف، حتى أن الجلسات العلاجية لم تعد تجدي نفعًا، والقلق يساور الأب الذي لا يعلم أسباب تفاقم الحالة، وهو يبحث بلا جدوى عن جواب، بينما أمل الأسرة في مستقبل أفضل لا يزال مستمرًا.
تعكس قصة ياسين واقعًا مؤلمًا حيث أبدى والده استغاثة للمسؤولين، مطالبًا بتوفير الدعم الطبي اللازم لعلاج ابنه، مناشداً الجهات المختصة أن تمد يد العون له ولعائلته، وإلى أن يأتي ذلك اليوم، يبقى الأمل متجذرًا في نفوس أسرة ياسين في رؤية ابنهم يتخطى كل هذه العقبات ويعيش حياة طبيعية.