نجحت مصر أخيرًا في تحقيق توافق أفريقي حول قواعد المنشأ العالقة ضمن اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات من المفاوضات. جاء ذلك خلال الاجتماعات التي استضافتها القاهرة، حيث تم مناقشة قضايا حيوية مثل الملابس الجاهزة والسيارات، وتحديد خارطة طريق لتنفيذ هذه القواعد بعد فترة انتقالية، مما يعد إنجازًا كبيرًا على صعيد التجارة الإفريقية.
ترأس المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، الاجتماع السابع عشر لمجلس وزراء التجارة الأفارقة، الذي ناقش الأبعاد الاستراتيجية لعملية التكامل الاقتصادي بين دول القارة، كما أجرى المجلس نقاشات حول تيسير التجارة وتعزيز التعاون في مختلف القطاعات. وقد انعقد الاجتماع التكميلي على الإنترنت في أكتوبر الجاري، مؤكداً النجاح الكبير الذي تم إحرازه.
ترتب على الاجتماعات اعتماد مجموعة من قواعد المنشأ المتعلقة بالملابس والسيارات، وتم تقديم ثمانية ملاحق خاصة ببروتوكول الملكية الفكرية، بهدف رفع مستوى حماية الابتكارات والإبداعات في الدول الأعضاء. كما تم اعتماد الأطر التنظيمية اللازمة لدعم تنفيذ الاتفاقية، لتعزيز قدرة الدول على التفاعل التجاري.
أكد الخطيب أن المرحلة المقبلة تتطلب التزامًا إضافيًا من الدول الأفريقية، لتعزيز معدلات التجارة البينية وتسهيل الاستثمارات المشتركة، حيث يظهر التعاون القاري في تنفيذ هذه الاتفاقية كأداة رئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، مما يعكس أهمية تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الدول.
ختامًا، يُعتبر توافق الدول الأفريقية حول قواعد المنشأ علامة بارزة في مساعي التكامل، مما يعزز من فعالية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ويضع القارة على مسار النمو الاقتصادي المستدام.