العقوبات تُفرض مجددًا على إيران.. تفاصيل آلية “سناب باك”

تفعيل العقوبات الأممية على إيران من قبل الترويكا الأوروبية
في خطوة جديدة تعكس تطورات الوضع النووي الإيراني، أعلنت دول الترويكا الأوروبية المكونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن إعادة تفعيل الخطوات العقابية ضد إيران، مستندة إلى آلية تعرف باسم “سناب باك”. وقد جاءت هذه الخطوة بعد اتهام طهران بعدم التزامها بالشروط المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يضم أيضاً الصين وروسيا. يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من هذا الاتفاق في عام 2018.
آلية “سناب باك” وأبعادها
تعمل آلية “سناب باك” على إعادة فرض العقوبات الدولية بشكل تلقائي في حال حدوث انتهاك لشروط الاتفاق النووي، دون الحاجة لتصويت في مجلس الأمن. هذا الإجراء يهدف إلى تقليل الفرص أمام أي استخدام محتمل لحق النقض من قبل الصين أو روسيا.
الحالة الحالية تتطلب تصويت مجلس الأمن خلال ثلاثين يوماً بشأن قرار يتعلق بتمديد العقوبات، وهو ما يتطلب موافقة تسعة أعضاء على الأقل، بشرط عدم استعمال حق النقض من الدول الخمس الكبرى. إذا لم يتمكن المجلس من اتخاذ تدابير جديدة، سيتم إعادة فرض العقوبات التي تشمل حظر الأسلحة ومنع تخصيب اليورانيوم وحتى تقييد الأنشطة الباليستية.
فرص المفاوضات والتعديلات المحتملة
في موقف جديد، عرضت الترويكا الأوروبية إمكانية تمديد آلية إعادة فرض العقوبات لفترة زمنية وجيزة، من أجل إعطاء الفرصة لتسوية سياسية عبر المفاوضات. وفي هذا السياق، قدمت روسيا والصين مشروع قرار يهدف لتجديد الاتفاق النووي حتى عام 2026، مع بند يمنع الترويكا الأوروبية من تفعيل أي عقوبات ضد إيران.
ووفقاً للاتفاق، فإن طهران قد تعتبر أي محاولة لإعادة فرض عقوبات بمثابة مبرر لوقف التزاماتها. بينما تؤكد الدول الغربية عدم وجود مبرر لتخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، وهو الأمر الذي تحاول إيران نفيه، مبررة أن برنامجها النووي مدني.
الجدل الدولي يتصاعد
ترى روسيا والصين أن الترويكا لم تلتزم بالشروط الخاصة بتسوية النزاعات، مما يجعل عمليات إعادة فرض العقوبات غير صحيحة من الناحية القانونية. ورغم قدرتهما على استخدام حق الفيتو، إلا أنهما لا يمكنهما منع العقوبات من التفعيل، لكن يمكنهما الامتناع عن تنفيذها.
مع تزايد الضغوطات الدولية، تبقى إيران في موقف حرج، حيث تؤكد عزمها على مواجهة العقوبات الجديدة المقترحة ومتابعة برنامجها النووي بالتوازي مع البحث عن حلول عبر الحوار.