توقيف عصابات التسول بالقليوبية بعد استغلال الأطفال في ممارسات غير قانونية

تتجلى إحدى الظواهر المؤلمة في شوارع القليوبية، حيث يمر المشهد اليومي لعدد من الأطفال الذين يتجولون بين السيارات بأيدٍ متسخة وملابس رثة، يحملون مناديل ورقية أو ألعابًا صغيرة، يتوسلون بنظرات تفيض بالبراءة، لكن وراء هذه الوجوه الطفولية تختبئ حكايات مؤلمة عن استغلال هؤلاء الأطفال من قبل عصابات منظمة، تتاجر ببراءتهم لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

تمكنت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث من الكشف عن واحدة من أكبر قضايا استغلال الأطفال، حيث تم القبض على 26 متهمًا، بينهم 22 رجلًا و4 سيدات، بتهمة استغلال الأطفال في التسول وبيع بعض السلع في شوارع القليوبية، هذه القضية تسلط الضوء على مدى انتشار هذه الأنشطة غير القانونية، وكيف يتم استخدام الأطفال كوسيلة للكسب غير المشروع.

استنادًا إلى التحريات، تبين أن المتهمين كانوا يوجهون الأطفال لاستجداء المارة أو بيع سلع بسيطة بأسلوب عدواني، مما يجعل الأطفال في وضع استغلالي واضح، في الوقت الذي تذهب فيه الأموال المستحقة إلى جيوب أفراد العصابة، وهذا يعكس العنف الذي يمارس على روح الطفولة ما يوجب ضرورة ضبط هذا النوع من الجرائم.

أثناء عمليات المداهمة، عثر رجال المباحث على 6 أطفال في غاية الضعف، تتراوح أعمارهم بين فترة الطفولة المبكرة، بعضهم لم يتجاوز العشر سنوات، هؤلاء الأطفال قد فقدوا مأواهم وتعليمهم، ويعملون بلا أي رعاية، حيث كانت التعليمات تأتي لهم بشكل يومي من المتهمين بجعلهم يفعلون ما يُطلب منهم للحصول على المال.

مع القبض على المتهمين، تم استجوابهم من قبل رجال المباحث، وقد اعترفوا بأنهم اعتمدوا على استغلال الأطفال في أنشطة التسول لفترات طويلة، هذا الاعتراف يعكس مدى انتشار مثل هذه الظواهر في المجتمع، وأهمية العمل المشترك بين الجهات المختلفة لوضع حد لهذه الظاهرة، والتأكيد على حق الأطفال في الحياة الكريمة والتعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *