تشكل الخصوصية الرقمية للطفل أولوية لا يمكن تجاهلها في زمن التكنولوجيا المتقدمة، حيث أصبحت الأجهزة الذكية جزءًا من حياة الأطفال اليومية، ومع ذلك، تفاقمت المخاطر المترتبة على استخدام هذه التكنولوجيا، إذ تزايدت حالات انتهاك الخصوصية للأطفال بسبب جمع البيانات الشخصية، وهذا ينبه الأهل إلى ضرورة الوعي بالمخاطر الكامنة والحرص على حماية بيانات أطفالهم.
أبرز تقرير حديث قضية الألعاب الذكية التي يمكن أن تشكل تهديدًا خصوصية الأطفال، إذ تسلط الأضواء على شركة Apitor Technology المتخصصة في تصنيع ألعاب الروبوتات، وتم اتهامها بانتهاك قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA)، حيث جمعت بيانات حساسة من القُصَّر دون الحصول على موافقة أولياء أمورهم، وهذا يثير قلقًا بشأن تأثير هذه الألعاب على سلامة الأطفال الرقمية.
ألعاب Apitor التي تعمل عبر تطبيق مجاني على نظام الأندرويد تتطلب تفعيل ميزة مشاركة الموقع الجغرافي، ومع ذلك، كشف التحقيق أن التطبيق يحتوي على مكتبة خارجية تُعرف باسم JPush، والتي تمكّن جمع بيانات دقيقة عن مواقع الأطفال، مما قد يعرّضهم لمخاطر كبيرة، إذ يمكن تحديد العنوان الدقيق أو المدرسة، مما يمثل انتهاكًا للخصوصية.
في ضوء هذه المخاوف، عاقبت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية شركة Apitor بغرامة مقدارها 500 ألف دولار، كما ألزمتها بحذف البيانات المجمعة بشكل غير قانوني ومنعها من جمع بيانات حساسة مستقبلًا دون الموافقة، يجب أن نكون vigilant في حماية أطفالنا من مخاطر الإنترنت.
بالإضافة إلى قضية Apitor، تم تغريم شركة ديزني 10 ملايين دولار بسبب فشلها في وضع علامة “مخصصة للأطفال” على محتوى يوتيوب، مما يعني أنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية خصوصية الأطفال، ينبه ذلك الجميع لأهمية تدقيق المحتوى وحماية الأطفال من أي انتهاكات مستقبلية.
لحماية طفلك رقميًا، يمكنك اتباع بعض النصائح المهمة، أولاً، تأكد من مراجعة إعدادات الخصوصية لدى جميع التطبيقات التي يستخدمها طفلك وتجنب تفعيل خيارات تتبع الموقع، ثانيًا، استخدم تطبيقات المراقبة الأبوية لمراقبة المحتوى والتطبيقات المثبتة، ثالثًا، تتبع سياسات الخصوصية للتطبيقات قبل تحميلها، رابعًا، شجع طفلك على فهم أهمية الخصوصية والتحذير من مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، خامسًا، حاول تحديث الأجهزة والتطبيقات باستمرار لسد الثغرات الأمنية، وأخيرًا، استخدم حسابات منفصلة للأطفال مع بيانات محدودة.