ساهمت التكنولوجيا الحديثة بشكل كبير في الكشف عن العديد من الجرائم المروعة، حيث كان لكاميرات المراقبة دور بارز في تفاصيل جريمة مروعة في منطقة فيصل بالجيزة، حيث أظهرت إحدى الكاميرات المتهم وهو يتخلص من جثتين لطفلين، وهذا كان الخيط الأول الذي قاد إلى رجال البحث الجنائي للقبض عليه وتفكيك خيوط الجريمة.
عثر رجال الأمن على جثمان طفل عمره 13 عاماً وآخر يبلغ من العمر 11 عاماً، وكانا في حالة صحية حرجة عندما تم نقلهما إلى المستشفى، إلا أنهما فارقا الحياة، وبسبب التعقيدات المحيطة بهذه الواقعة، شكل الحادث صدمة كبيرة في المجتمع وأثار جدلاً واسعاً حول سلامة الأطفال وحمايتهم.
تبين من التحقيقات الأولية أن الجاني هو صاحب محل لبيع الأدوية البيطرية، وكان يقيم في الجيزة، حيث كانت هناك علاقة تربطه بوالدة الأطفال، إذ استأجرت سكنًا مجاورًا بصحبة أبنائها الثلاثة، ولكن العلاقة انتهت بشكل مأساوي بعد أن اكتشف الجاني سلوكيات غير مرضية من قبل الأم، مما أدخله في دائرة من العنف.
في يوم الحادث، قام الجاني بوضع مادة سامة حصل عليها من محل الأدوية البيطرية داخل كوب من العصير، ثم قدمه للمرأة التي أصيبت بعدها بحالة من الإعياء الشديد، وقد ادعى أمام المستشفى أنها زوجته وسجل بياناتها تحت اسم مستعار، وهذا ما جعله يبدو كضحية قبل أن يتركها خلفه بعد وفاتها.
أقدمت الجاني بعد أيام، تحديداً في 24 من الشهر نفسه، على التخلص من أطفال الأم الثلاثة، حيث أخذهم للتنزه وقدم لهم عصائر ملوثة بنفس المادة السامة، وعندما رفض الطفل الأصغر تناول العصير، قام بإلقائه في مجرى مائي بإحدى الترع حيث تمت عمليات انتشال الجثة لاحقاً.
بعد الجريمة، عاد الجاني إلى منزله برفقة الطفلين الآخرين الذين بدوا في حالة صحية سيئة، واستعان بأحد العاملين لديه وسائق توك توك لنقلهم إلى الموقع الذي تم العثور عليهما فيه، مما يوضح درجة التهور وعدم الاكتراث الذي اتسم به خلال الحادث المأساوي.
هناك العديد من الإجراءات القانونية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية بعد التقاط الفيديوهات المتعلقة بالجريمة، وتم القبض على الجاني وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق في القضية وكشف كافة الملابسات المتعلقة بالواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة للوقوف على حقيقة دوافعه.