قصة لوري كانينجهام لاعب ريال مدريد الإنجليزي في الثمانينيات تتنوع بين النجاح والمآسي، فقد دخل التاريخ من بوابة الاعجاب الجماهيري، ليس بإنجازاته، بل بتصفيق جماهير برشلونة له خلال مباراة بكامب نو، حيث تكسر التقليد الرياضي المعهود. كانت تلك اللحظة تجسيداً لتجاوز الحدود بين أكبر عدائين في تاريخ كرة القدم، أصبح كانينجهام رمزًا لوحدة بين الأندية.
كانينجهام، الذي أطلق عليه لقب “الجناح الطائر”، جذب أنظار مشجعي الكرة الإسبانية وساهم في كسر حاجز الكراهية الذي دام لعقود بين ريال مدريد وبرشلونة، تحولت مسيرته من رمز للأمل إلى مأساة خالدة، وقام بتحقيق إنجاز تاريخي بالنظر إلى تأثيره ثقافيًا على النادي الملكي خلال مسيرته القصيرة.
وُلِد كانينجهام في شمال لندن، وبدأت مسيرته مع فريق محلي يقدم جهدًا كبيرًا ليظهر موهبته الفريدة، انضم إلى أرسنال، ولكنه واجه مشاكل ولم يحصل على الفرصة ليظهر مهاراته، على الرغم من محاولاته، إلا أن اللقب الحقيقي جاء عندما انضم إلى وست بروميتش وأثبت نفسه كأحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي.
في عام 1979، انتقل كانينجهام إلى ريال مدريد بأغلى صفقة في تاريخ النادي، وكسر حواجز عديدة في النادي الملكي، كانت مسيرته في البداية واعدة، فقد سجل أهدافًا رائعة، ولكن الإصابات حالت بينه وبين الاستمرار في تقديم الأداء المتوقع، لكن تلك اللحظة التي سجد الجميع له توقعت الكثير لمستقبله.
في لقائه الفريد ضد برشلونة، قدم كانينجهام أداءً أسطوريًا مهدى له تصفيق جماهيري مفاجئ، وعبر المشجعون عن إعجابهم بمهارته وعدم تقبلهم للعداء التقليدي، ذكر ابنه هذا الحدث كعلامة تاريخية تتجاوز سياق المنافسة، ولم يكن هناك من يتوقع أن يُصفق له بهذه الطريقة.
بينما واصل مشواره، تعرض كانينجهام لإصابات متكررة أدت إلى انخفاض أداءه، ورغم تحقيقه لنجاحات عدة خلال موسمه الأول، بدأت العقوبات الغير متوقعة في الالتفاف حوله، مما مهد الطريق لتجارب غير مستقرة في أندية مختلفة، ورغم ذلك لم يتخلَ عن حلمه.
بعد فترة من التقلبات، كانت حياته نهايتها نادرة ومؤلمة، ففي عام 1989، فقد السيطرة على السيارة مع صديقه، مما أدى لمأساة فقدان حياته عن عمر يناهز 33 عامًا. كان ينظر له كموهبة استثنائية قد تكون سابقة لعصرها، حيث وصفه العديد من اللاعبين بأنه يمتلك مهارات تضاهي بعض الأساطير.