شهد قطاع الاتصالات في مصر تحولًا نوعيًا مؤثرًا، حيث أعلن المهندس محمد إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، عن تجاوز عدد المشتركين في خدمات الإنترنت المحمول 90 مليون مشترك، ويأتي هذا الرقم ليعكس التحركات الكبيرة التي شهدتها البنية التحتية الرقمية خلال السنوات الأخيرة، فالتطورات الأخيرة في هذا القطاع تبشر بمستقبل واعد.
وفقًا لإحصائيات الجهاز، فإن إجمالي عدد مشتركي الهاتف المحمول بلغ أكثر من 120 مليون مشترك، كما سجل عدد مشتركي الإنترنت الثابت 12 مليون مشترك، وتظهر هذه الأرقام مدى نمو هذا القطاع، ويعكس ذلك الجهود المستمرة لتطوير الشبكات وزيادة سعة الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث يسهم هذا التطور في تحسين جودة الحياة اليومية.
تمكنت مصر من تحسين بنيتها التحتية الرقمية عبر استثمارات كمية ونوعية في مجال تطوير الشبكات، فقد تم إحلال كابلات الألياف الضوئية مكان الشبكات النحاسية التقليدية، مما زاد من سرعة وجودة الإنترنت الثابت بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى تعزيز شبكة الهاتف المحمول بإنشاء ما يزيد عن 37 ألف برج، مما يعكس التزام الدولة بتطوير هذه المنظومة الحيوية.
وأكد المهندس محمد إبراهيم على أهمية إطلاق عدد من الخدمات الحديثة، مثل الجيل الخامس 5G والشريحة الإلكترونية eSIM، بالإضافة إلى خدمة الاتصال عبر الواي فاي Wi-Fi Calling، وتعتبر هذه الخدمات جزءًا من استراتيجية تحسين جودة الاتصال وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية، والذي يضمن توفير تجربة أفضل للمستخدمين.
وضمن توجهات الدولة نحو تعزيز الخدمات في جميع المناطق، أكد إبراهيم أن هناك خطة استراتيجية لتحسين تغطية الشبكة في المناطق النائية والحدودية، حيث تم استثمار أكثر من مليار جنيه من صندوق الخدمة الشاملة، وهذا الاستثمار يعد خطوة مهمة للحد من الفجوات في توزيع الخدمات، ويأمل الجهاز في تحقيق وصول شامل لجميع المواطنين.
تعتبر هذه القفزة الرقمية ليست فقط خطوة نحو تحسين الحياة اليومية، بل تؤسس لفرص عمل جديدة وتعليم عن بُعد، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي مرموق في الاقتصاد الرقمي، فهذه التطورات تعزز الابتكار وتفتح الآفاق أمام الشباب لخلق مشاريع رقمية تساهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد.