فصل الموظفين ليست عملية سهلة، ولكنها تكتسب أبعادًا أعمق عندما تحدث في لحظة يستعد فيها الشخص للتقاعد، حيث تتدافع الأحلام من أجل الاستقرار بعد عقود من الجهد المتواصل، وهذا هو بالضبط ما واجهه جو فريند، الموظف المخضرم في مايكروسوفت، الذي عمل على مدى 20 عامًا، ليجد نفسه في موقف غير متوقع في وقت سابق من هذا العام.
عمل فريند كمدير لإدارة المنتجات، وقاد فريقًا يتكون من تسعة أشخاص، وتم فصله ضمن مجموعة من الموظفين في مايو الماضي، وفي حديثه مع وسائل الإعلام، عبّر عن شعوره بـ”الخيانة”، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء أثر عليه ماليًا ونفسيًا، إذ كان يستعد لمرحلة جديدة من حياته بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب.
عندما يستعد شخص مثل فريند للانتقال إلى مرحلة التقاعد، يصبح الفصل من العمل أكثر من مجرد فقدان وظيفة، بل يعيد تشكيل كافة الخطط المالية والمهنية، حيث علق على موقفه بأنه كان ينوي تحديد خطته للسنوات المقبلة، ولكنه وجد نفسه مضطراً لاتخاذ قرارات مصيرية بشكل مفاجئ، مما زاد من تعقيد تجربته.
تجربة فريند تمثل تفاني الفرد في عمله، إذ انضم إلى مايكروسوفت عام 1994، وعمل على تطوير العديد من المنتجات، بما في ذلك Microsoft Word، ثم انتقل لفترة إلى إندونيسيا للعمل في منظمة غير حكومية، ليعود لاحقًا لمايكروسوفت بعد تجربة مثمرة، لكن ذلك لم يخلصه من التسريحات الأخيرة.
على الرغم من التحديات، حصل فريند على حزمة تعويض جيدة، وهو اليوم يصف نفسه بأنه “شبه متقاعد”، حيث يستثمر وقته في توجيه رائد أعمال شاب، مشددًا على أهمية دعم الآخرين لأهدافهم وتحقيق التغيير في حياتهم، بدلاً من التركيز على الجانب المالي، وهو ما يظهر حسابه الإنساني في مواجهة التحديات.
 
                    
                    
                                             
                                                     
                                                     
                                                     
                                                     
                                                    