أوروبا تحاكي عاصفة شمسية كارثية لمواجهة المخاطر التي تواجه المركبات الفضائية

أجرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في تقريرها الأخير محاكاة فريدة من نوعها لأسوأ سيناريو محتمل لأحداث الطقس الفضائي، حيث تم اختبار قدرة الأقمار الصناعية على الصمود أمام عاصفة شمسية كارثية تحت ظروف مقلقة للغاية، حيث لم تنجُ أي مركبة فضائية من هذا التمرين، ويعتبر هذا التحدي جزءاً من تحضيرات الوكالة لمهمة Sentinel-1D المزمع إطلاقها في نوفمبر، وهو اختبار يُظهر أهمية الاستعداد لمثل هذه الظروف الخطيرة.

خلال المحاكاة، تعرضت الأرض لهجوم ثلاثي من عاصفة شمسية هائلة، حيث تم رصد انفجار شمسي من الفئة X تسبب في تعطيل الاتصالات والرادار في غضون ثماني دقائق، ثم تبع ذلك وابل من الجسيمات عالية الطاقة التي أحدثت خللاً شديدًا في بيانات المركبات، حيث أدت الظروف القاسية إلى تأثر البيانات السليمة وإحداث أضرار محتملة للأجهزة الحيوية التي تتعلق بمهمة الأقمار الصناعية.

بعد 15 ساعة، اصطدمت قذفة كتلة إكليلية بالمجال المغناطيسي للأرض مما أدى إلى تضخم الغلاف الجوي العلوي، وزيادة قوى السحب على الأقمار الصناعية التي تراجعت مداراتها المتوقعة، وقد نتج عن ذلك زيادة مخاطر الاصطدامات إضافة إلى تقصير عمر الأجهزة الفضائية بشكل ملحوظ مما يشير إلى الحاجة الملحة لتطوير تقنيات وقائية.

تمكنت المحاكاة من توضيح التأثيرات المحتملة للعاصفة الشمسية على شبكات الكهرباء وخطوط الأنابيب، حيث استعد فريق وكالة الفضاء الأوروبية لأخذ قرارات فورية خلال الحالة، ما يعكس أهمية التخطيط الجيد لمثل هذه الأحداث الكبرى وكيفية التعامل معها واحتواء الأضرار التي قد تسببها.

قال أحد المختصين في وكالة الفضاء الأوروبية إن الطاقة الهائلة المنبعثة من الشمس قد تُلحق أضرارًا جسيمة بكافة الأقمار الصناعية، حيث إن الأقمار التي تدور في المدار الأرضي المنخفض تحظى بحماية أكبر من الغلاف الجوي، إلا أن الانفجارات بحجم حدث كارينغتون ستحرم أي مركبة فضائية من الأمان.

هذه التجارب تعزز الفهم العلمي للأثر الكارثي الذي يمكن أن تتركه عاصفة شمسية قوية، محذرة من أن مثل هذه الأحداث قد تكون محتمة في المستقبل، مما يجعل من الضروري أن يتحلى خبراء الفضاء بالجاهزية لمواجهتها بفعالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *