قنطرة اللاهون تحمي الفيوم من الغرق لقرون

قنطرة اللاهون في الفيوم تبرز كمعلم أثري فريد ومعزز للحضارة الفرعونية. يعتبر هذا البناء أساسيًا لحماية المنطقة من الفيضانات على مر العصور، مما يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لهذه المعلمة.
تاريخ قنطرة اللاهون العريق
تعود قنطرة اللاهون إلى العصر الفرعوني وتحديدًا إلى فترة الأسرة الثانية عشرة. تقع هذه القنطرة عند مدخل بحر يوسف في قرية اللاهون، التي تحمل اسمًا تاريخيًا يعود إلى اللغة المصرية القديمة «راحن» والذي يعني فم البحيرة. بمرور الزمن، تحول الاسم إلى «لاهون» في اللغة القبطية، مما يدل على تنوع التراث التاريخي الذي تحمله.
أهمية القنطرة في الزراعة والري
تم إنشاء هذه القنطرة لتأمين إقليم الفيوم من أخطار الفيضانات، وتهدف إلى تنظيم تدفق المياه إلى الأراضي الزراعية. يعد بناء هذه القنطرة من قبل **سنوسرت الثاني** إشارة إلى البراعة الهندسية للمصريين القدماء. وتم إعادة بنائها في العصر المملوكي على يد **السلطان الظاهر بيبرس** لتسهيل دخول المياه إلى ترعة بحر يوسف.
سلسلة من الإصلاحات المعمارية
مرت قنطرة اللاهون بمراحل متعددة من الإصلاح، بدءًا من فترة **الأشرف برسباي** وحتى عهد **السلطان الغوري**، الذي أمر بإصلاحها بعد زيارة الفيوم. لكن، تعرضت القنطرة للتصدع مجددًا بسبب ظروف اقتصادية صعبة وسوء إدارة المشاريع.
على الرغم من الجهود المبذولة، في العصر العثماني، أُرسل مرسوم لبناء القنطرة مرة أخرى، لكنها تعرضت للضرر خلال الأحداث التاريخية مثل الحملة الفرنسية. ومع ذلك، لا تزال قنطرة اللاهون تمثل تراثًا حيًا وعراقة حضارية تستحق الاستكشاف والتقدير.